كيف ربطت شركة كيورا بين المرضى والأطباء عن بُعد ؟
تعمل شركة كيورا “cura” في مجال تقديم الرعاية الصحية والطب الاتصالي، وهي خدمة تمكنك من استشارة الأطباء عبر الرسائل الفورية ومكالمات الفيديو المباشر، دون مواعيد وفي عدة تخصصات طبية.
جمعت هذه الشركة 1900 طبيب يغطون 200 تخصص طبي، وهنالك نصف مليون مستخدم لخدماتها، كما قامت بتدريب 2500 طبيب على تقديم الرعاية عن بعد والطب الاتصالي.
كما أخبرنا وائل كابلي وهو أحد المؤسسين “في العام 2014 كنت ابحث عن طريقة مناسبة تُغنيني عن الذهاب إلى الدكتور في الاستشارات البسيطة، كنت أبحث عن حلول لمشكلة الوصول للأطباء في القطاع الصحي”
يعمل كابلي كمهندس برمجيات، وعند تأسيس الشركة حاول البحث عن شريك لقيادة المشروع، وهنا جاء دور صديقة محمد ذكر الله والذي عمل بشكل متفرغ على تطوير التطبيق منذ 2015، فيما كان كابلي يعمل في الشركة بشكل جزئي.
كان من أكبر التحديات التي واجهت الفريق هي كيفية جمع قاعدة بيانات للأطباء، ثم التفاوض معهم وإقناعهم بالفكرة؟، ثم كيف سيتم الدفع لهم؟
“هذه التحديات جعلتنا نذهب إليهم، كنت أدفع فاتورة الكشف في العيادات الطبية من أجل مقابلة الأطباء والتفاوض معهم، وشرح الفكرة لهم.!”
كان كابلي يتفاوض مع المئات من الأطباء في بداية المشروع، شارحًا لهم فكرة التطبيق، وفوائده، لكنه طلب منهم تقديم الاستشارات مجانًا، بحكم أن التطبيق لازال في بدايته ويحتاج إلى الدعم، ونجح في ذلك “نعم حصلنا على دعمهم الكامل، وقدموا لنا الاستشارات بلا مقابل”.
وعن جولات المفاوضات أخبرنا كابلي بأنه حاول إقناعهم من خلال التركيز على ثلاثة دعائم ستقدمها لهم كيورا ” سنوفر لكم دخل إضافي، سنعمل معكم على بناء سمعتكم الرقمية كأطباء، سنقدم لكم تقنية جديدة ليست موجودة لدى زملائكم” كما يضيف كابلي فضيلة رابعة ساعدته في المفاوضات “لديهم حب في نشر المعرفة وتقديم المعلومة من جانب إنساني بحت”
الآن أصبح كل شيء جاهز، عمل الشريكان على تطوير التطبيق، وتم عقد الاتفاق مع الأطباء لتقديم الاستشارات، وجاء الوقت للإعلان عن النموذج الأولي للتطبيق، والذي على ضوئه سيتم قياس ردة فعل المستخدمين، ثم البدء في البحث عن تمويل لهذه الشركة الوليدة.
في البداية لم يحصل التطبيق على أي تجاوب من المستخدمين، “كنا نخبرهم بأن التطبيق للاستشارات الطبية، لكن لم يهتم أحد”، مما دفع فريق العمل إلى إعادة التصميم والتعديل على التطبيق “كنا كل أسبوعين نطلق تحديثًا جديدًا على التطبيق، حتى بدأت تظهر الحركة والتفاعل من قبل المستخدمين”.
عندما تطلق تطبيقًا عن صحة الناس يجدر بك أن تدرك أن المستخدمين لن يندفعوا بسرعة للتجربة، “اتضح لنا لاحقًا بأن أهم عامل يتمحور حوله تطبيقنا هو الثقة، كيف يمكن للمستخدم الثقة في طبيب أونلاين لا يعرف أي شيء عن تاريخه الطبي”
استطاع الشريكان استدراك الأمر، وبثوا الاطمئنان للمستخدمين بأنهم يتعاملون مع أطباء مُرخصين لممارسة الطب.
واستمرت الشركة في نموها، وبدأ كابلي في البحث عن التمويل “قابلت أكثر من 50مستثمر، وكنت ابحث عن شيئين مستثمر يؤمن بالفكرة، ثم يمكنه مساعدتنا في بناء الشركة من خلال النصائح والتوجيهات”.
في تلك الفترة كان هنالك شح في جانب المشورة، ولم تكن هناك طفرة في حاضنات ومسرعات الأعمال. “كيف نقنع المستثمرين؟، وكيف نتفاوض معهم؟، ثم كم نعطيهم نسبة؟”. كل هذه الأسئلة قادت الشريكين لتعلم كل شيء حول ثقافة الاستثمار في الشركات الناشئة.
وعن نوعية المستثمرين في تلك الفترة “حتى المستثمرين في وقتها كانوا عقاريين أو لديهم استثمارات في النفط والطاقة، ليس لديهم وعي بالاستثمار في التقنية، وكنا نشرح لهم منتجنا ونشرح لهم التقنية.!”
أما اليوم تغير الأمر حيث أطلقت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت” بالتعاون مع وزارة الصحة، برنامج مسرّعة القطاع الصحي، والذي يهدف إلى دعم المشاريع الناشئة في المجال الصحي، كما قامت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بإطلاق أكبر هاكاثون في مجال الابتكار الصحي على مستوى العالم، بدعم من برنامج “بادر” بالتعاون مع معهد ماساشوستس للتقنية، بهدف نشر ثقافة الابتكار والإبداع في مجال الصحة الرقمية.
وفي نهاية 2016، حصلت الشركة على جولة التمويل الأولى لها وكانت عن طريق نماء للأعمال بمبلغ “3.5 مليون ريال”، وعن هذا الاستثمار أضاف كابلي “بعد الاستثمار استطعت أن اتفرغ بشكل كامل للمشروع، وأن أقوم بتوظيف عدد من الأشخاص، وبدأنا بتسعير الاستشارات، وقمنا بالدفع للأطباء، نعم كانت هي بدايتنا الحقيقية”
ونمت الشركات العاملة في قطاع الاستشارات الطبية عن بعد، في المنطقة مثل، دكتورنا و الطبي من الإمارات، و ميدي من قطر،و فيزيتا من مصر، وطب كبير من فلسطين، وشركة صحتك. وعن هذا النمو يضيف كابلي “بالطبع نحن لم نكن أول شركة في هذا المجال، كانت هنالك محاولات قبلنا لكن الحلول لمن تكن فعالة، هناك من قدم الخدمة من خلال مكالمات هاتفية أو محادثة نصية فقط”، وحتى يتمكن الطبيب من تقييم حالتك الصحية بشكل صحيح حاولت كيورا تلافي هذا النقص “التواصل لدينا بالفيديو مباشرة، مع توفر المحادثة النصية، كما يمكنك إرسال التقارير الطبية من خلال المحادثة”
وتشكل الاستشارات النفسية الأكثر طلبًا في كيورا تليها، النساء والولادة، ثم الباطنة.
وقدمت كيورا يد العون إلى الوزارات وشركات التأمين، كما ساعدت وزارة الصحة من خلال منصة صحة، كما عملت مع منظمة الصحة العالمية، ومركز الملك سلمان للإغاثة.
واتخذت شركة كيورا رؤيتها الجديدة من خلال “الاتصال الطبي” من خلال الربط بين الأطباء بعضهم ببعض. كما شرحها كابلي “هدفنا هو حل مشاكل الوصول لذلك نعمل على إيصال الأطباء ببعض، وإيصال المرضى مع الأطباء”