ما هو GDPR وكيف سيؤثر على مستخدمي الإنترنت ؟
أراد الاتحاد الأوروبي تغيير كل شيء في عالم الإنترنت، خاصة بعد الفضيحة الخاصة بالفيس وما حدث في انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة، وما حدث من تسريب بيانات مستخدمي الفيس بوك من خلال تطبيق خاص بشركة Cambridge Analytica وعمل التطبيق على سحب بيانات المستخدمين، ثم استخدام البيانات بشكل غير قانوني.
ولهذا بدأ الاتحاد الأوروبي في إصدار قانون يحمي بيانات مستخدمي الإنترنت، وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي، مثل Facebook , Twitter وأيضًا جوجل الذي يحصل على العديد من المعلومات عن المستخدمين، خاصة أنه من أكثر مواقع البحث استخدامًا في العالم.
لكن دعنا نتعرف أولًا على القانون الذي سيطبق على كافة الشركات بدءًا من يوم 25 من الشهر الحالي .. أي أننا سنشهد تغيرًا جذريًا في السياسات الخاصة بكافة مواقع الإنترنت.
ما هو قانون GDPR ؟
GDPR الكلمة اختصار The General Data Protection Regulations وهو عبارة عن مجموعة من القوانين التي أصدرت من الاتحاد الأوروبي، وتلك القوانين تهتم ببيانات مستخدمي الإنترنت، وتقر حماية بيانات كل مستخدم من التجميع أو استخدامها دون إذن من صاحب البيانات.
بهذا القانون يريد الاتحاد الأوروبي جعل الفرد هو المتحكم الأول والأخير في بياناته، وليس أي طرف آخر.
الجدير بالذكر أن هذا القانون موجود منذ فترة طويلة لكنه لم يكن إجباريًا، لكن بداية من يوم 25 مايو سيكون إلزاميًا على كافة الشركات ومواقع الإنترنت داخل الاتحاد الأوروبي أو ليس داخل الاتحاد الأوروبي، ولكن لديها مستخدمين وعملاء داخل الاتحاد الأوروبي .. وبالطبع هذا سيطول جميع الشركات العملاقة ومواقع الإنترنت، مثل جوجل وفيسبوك وتويتر.
نريد الآن أن نعرف ما هي القوانين والقواعد داخل GDPR؟
– القانون الرئيسي :
يجب أن تكون الشركة على علم كامل بالإجابة على سؤال من أين تمتلك المعلومات التي لديك عن عملائك، ومن أعطاك الحق في استخدام تلك البيانات ؟ وأيضًا في أي شيء تستخدم البيانات التي لديك.
– الغرامة :
من خلال هذا القانون إن لم يكن لديك إجابة واضحة على تلك الأسئلة، سيفرض عليك غرامة قدرها 20 مليون يورو أو 4% من إجمالى المبيعات السنوية للشركة.
كيف سيتم مفاداة تلك الغرامة الكبيرة ؟
سيتم مفاداة الغرامة عن طريق تطبيق الخطوات التالية :
1. عن طريق الموافقة والقبول :
أي أن يتم الحصول على موافقة من قبل المستخدم لكي تعرف البيانات الخاصة به، وهذا عن طريق إرسال طلب الدخول إلى بياناته بشكل واضح وبلغة مفهومة تمكن المستخدم من الموافقة أو الرفض على استخدام بياناته.
وأيضًا فقد تم إلغاء Checkbox على اعتبار أن تلك العلامة غير واضحة بشكل قوي للمستخدم .. فبعد أن يتم موافقة المستخدم على استخدام بياناته، يتم عرضها مرة أخرى له حتى يتم التأكيد.
2. عن طريق سحب الموافقة :
إذا كان المستخدم موافقًا على استخدام بياناته، فهذا لا يعنى أن قراره ثابتًا، بل بالعكس يمكن للمستخدم في أي لحظة إلغاء استخدام البيانات عن طريق سحب موافقته.
3. عن طريق مسح البيانات والمعلومات :
يمكن للمستخدم أن يطلب مسح البيانات، ويتم ذلك دون أي قواعد، حتى إذا كانت تلك البيانات تستخدم في مواقع أخرى، سوف يتم مسحها فور طلب المستخدم.
4. عن طريق الكوكيز Cookies :
فأي موقع يستخدم الكوكيز، عليه إخبار المستخدمين أن يتم تنصيب كوكيز على أجهزتهم، حتى يكونوا على علم واضح، فإذا رفض أحد المستخدمين يتم إزالتها فورًا.
5. عن طريق الوصول للبيانات :
يمكن للمستخدم أن يدخل إلى موقع ويحمل كافة البيانات والمعلومات عنه، مثل ما فعله فيسبوك وإنستجرام، حيث أصبح بإمكانك تحميل كافة البيانات التي لدى الموقع عنك .. مثل الرسائل المرسلة والصور وغيرها من البيانات بصيغة Excel Sheet أو CSV بهذه الطرق يجب على كل موقع وشركة داخل أو خارج الاتحاد الأوروبي تفعيلها في سياسات الخصوصية، حتى لا تطبق الغرامة على المخالف.
بعد أن أخبارناك بالقانون، وما على كل شركة أو موقع تنفيذه؛ كيف سيؤثر هذا القانون على المستخدم، أو على المسوق من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال الإعلانات سواء كانت على جوجل أو غيره من المواقع ؟
دعنا نعرض التأثير :
أولًا المستخدم :
المستخدم لم يكن في باله بيانات أو فوائدها وخطورة وجودها عند الغير، فالمستخدم يبحث عن محتوى جيد ومتوافر بشكل مجاني .. هذا أكثر ما قد يهم المستخدم .. لكن بعد هذا القانون سيصبح من الصعب حصول المواقع والشركات على الأرباح خاصة لاعتمادها الكبير على الإعلانات واستخدام بيانات المستخدمين، ولهذا نتوقع حدوث عدم إظهار محتوى المواقع للمستخدمين دون الموافقة التامة على استخدام البيانات، وأيضًا يمكن للمواقع أن تفرض رسومًا مالية حتى تسمح بتصفح المحتوى .. مما سيؤثر بشكل قوي على المستخدم.
ثانيًا على مواقع التواصل الاجتماعي :
من الآن بدأت جميع مواقع التواصل الاجتماعي بعمل إشعار لكافة المستخدمين بتغير السياسات وافقًا لقانون GBPR سيتم تطبيق القوانين بشكل كامل وبصورة حازمة على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بعد ما حدث من الفيس بوك؛ وسيكون هناك وضوح كامل في استخدام بيانات المستخدم .. مما سيجعل تلك المواقع تحد بشكل ما من الإعلانات وتجعلها أقل مما كانت عليه سابقًا .. وهذا سيؤثر على أرباح تلك المواقع بشكل كبير.
ثالثًا على المسوقين على الإنترنت :
فأنت الآن إن كنت تملك، على سبيل المثال Pixel Code لموقعك كي تعرف من يقوم بالدخول والشراء منه، فعليك أن تخبر المستخدمين أنك تفعل هذا الكود، حتى إذا تم سؤالك من أين لك بتلك البيانات، لا بُد أن تظهر موافقة عملائك على استخدام تلك البيانات.
وأيضًا العديد من المعلنين كان لديهم بيانات المستخدمين، مثل الإيميل والـ آي بي ..
فعلى سبيل المثال، توقفت جوجل عن عرض إعلانات عن طريق الإيميل، أي أن يظهر إعلان محدد لعناوين البريد الإلكترونية .. مما سيقلل من الإعلانات التي كانت تفيد جوجل بالطبع، وأيضًا الشركة المعلنة، وأنت كمسوق.
في النهاية تطبيق القوانين مهمة صعبة، لكنها جيدة لتحمي المستخدمين وتعرفهم حقوقهم، لكن كيف سيكون مستقبل تلك المواقع ؟ فمن المتوقع حدوث انخفاض حاد في أرباحها؛ هل ستلجأ بعض الشركات إلى إغلاق مواقعها ؟ أم ستبحث عن حلول أخرى؟! #شاركنا_رأيك